الثلاثاء، 13 أغسطس 2019

تناقضات النفس البشرية -الجزء الأول-


قد لا يجدي نفعا أن يبقى الإنسان في حالة مراقبة مستمرة لتصرفاته اليومية أملا منه أن يعرف كنهها و دوافعها و لكن لا بأس بأن يراقب تصرفات الآخرين حوله, لا ليحاسبهم و لكن ليرى منهم و فيهم ما هو غائب عنه من ذاته.
يخضع واقع الإنسان المعاملاتي بين بني جلدته إلى نفس قانون الفيزياء و الذي يقول بأن لكل فعل معين نفس رد الفعل, فقد يتساءل الكثير عن سبب فشله الدائم في إيجاد الشخص الذي يبادله الحب أو قد لا تكاد علاقة من علاقاته مع أصدقائه تبقى على حالها الأول من الاحترام و التقدير حتى يؤول بها الحال إلى خليط من المشاعر الغريبة و المشاكل التي تفضي في الأخير إلى تدمير العلاقة المميزة.
إن الحل الأمثل للتغيير هو محاولة تغيير التصرفات الشخصية و التي تمثل لنا هنا الأفعال, أي أن تغيير الأفعال يساهم في تغيير ردود الأفعال من المحيط مما يساهم بشكل كبير في بناء الشخصية السوية.
تبنى العلاقات على اساس مصالح معينة بحيث يكون فيها الفعل الصائب مقيدا و ليس مطلقا و بذلك فالفعل الصائب يتمحور حول علاقة نسبية ضيقة المجال, فما يكون صائبا وفقا لشخص معين قد لا يكون كذلك لشخص آخر و هنا يكمن المشكل.
تعتبر التضحية بمفهومها الواسع أساسا جيدا لبناء علاقات قوية مع الآخرين و لكن الإفراط فيها قد يضع الإنسان في مأزق كبير و الذي قد يصل به في كثير من الأحيان إلى نسيان ذاته و فقدان شخصيته التي تتغير وفقا للتضحية المبذولة لكي لا يفشل و لا يشعر بأنه المتسبب في الفشل مما قد يبعث بداخله رغبة خفية في الانتقام من نفسه أو من الآخرين أو يجره إلى الاستسلام إلى رغباته النرجسية و التي تكون الأنانية أول مظهر لها...

                                                                                                                                           يتبع...

تناقضات النفس البشرية -الجزء الأول-

قد لا يجدي نفعا أن يبقى الإنسان في حالة مراقبة مستمرة لتصرفاته اليومية أملا منه أن يعرف كنهها و دوافعها و لكن لا بأس بأن يراقب تصرفات الآخ...